قصة وعبرة .. مقتل ابو الطيب المتنبي وابنه

زائر

الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على النبي الهادي إلى الدين القويم

وعلى آله وأصحابه السالكين الصراط المستقيم. وبعد:

للكلمة امانة وللنطق مسؤليه وكل انسان مكلف بحفض لسانه

قال تعالى : {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}

وقال صلى الله عليه وسلم ( كف عليك لسانك)

ورحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت عن سوء فسلم

كم في المقابر من قتيل لسانه . . . كانت تهابُ لقاءهُ الفرسان

ومن الناس من قتله لسانة بعد ان اطلقة دون رادع لهواه ولجام لشيطانه

ومنهم الملقب بمالئ الدنيا وشاغل الناس ابو الطيب المتنبي

وفي قصتة عبره ... ومصائب قوم عند قوم فوائد

واليكم القصة موجزه

_____

المتنبي هو أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الملقَّب بأبي الطيّب

وكان مولد المتنبي بالكوفة في محلة يقال لها كِندة سنة 303 هجرية

وقيل انه ادعى النبوة في بداية شبابه

وهذا بعض كلامه الذي كان يزعم أنه قرآن أُنزل عليه:

"والنجم السيَّار والفلك الدوَّار والليل والنهار إنَّ الكافر لفي أخطار.
امضِ عَلَى سننَك واقف أَثرَ مَن كان قبلك من المرسلين فإن الله قامعٌ بكَ زيغَ مَن ألحدَ في الدين
وضلَّ عن السبيل".

ولما فشا أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص نائب الإخشيد فاعتقله وجعل في رجله وعنقه قرمتين من خشب الصفصاف. فكتب إليه المتنبي من السجن يستعطفه بالقصيدة التي مطلعها:

أيا خدَّد الله وردَ الخدود ...... وقدَّ قدود الحسان القدود

فعفى عنه وأطلقه.

ثم اتصل المتنبي بسيف الدوله وقربة منه بعد ان انشده المديح

وسيرة المتنبي طويلة وذكرها اهل التاريخ كثيرا وتعددت الروايات عنه

ومن بدايتة سننتقل الى نهايتة لكي لا اطيل عليكم الموضوع

قيل ان المتنبي قتل في شهر رمضان سنة 354 هجرية

وكان السبب ان المتنبي نظم قصيده هجاء في ضبَّة بن يزيد العيني

فأفحش فيه القول واقذع

وقال فيه :

ما أنصف القوم ضبّة........ وأمّه الطُرطُبّة

فلا بمن مات فخرا......... ولا بمن عاش رغبه

وانما قلتُ ما قلت ....... رحمة" لا محبّة

وحيلة" لك حتى ...... عُذِرتَ لو كنت تِيبه

ومن يبالي بذمٍّ ..... اذا تعوّد كسبه

اما ترى الخيل في النخل .... سُربة" بعد سًربه

فسل فؤادك يا ضب...... اين خلّف عجبه

وان يخنك لعمري ........ لطالما خان صحبه

وكيف ترغب فيه ...... وقد تبيّنت رعبه

ماكنت الا ذباب ....... نفتك عنّا مذبّه

وكنت تفخر تيها........ فصرت تضرط رهبه

وان بعدنا قليلا ....... حملت رمحا" وحربه

وقلت : ليت بكفّي ........ عنان جرداء شطبه

ان اوحشتك المعالي ....... فانها دار غربه

او آنستك المخازي ....... فانّها لك نسبه

وان عرفت مرادي...... تكشّفت عنك كربه

وان جهلت مرادي......... فانّه بك اشبه
وفي القصيده وصف شنيع وعثرات لسان

ومنها :

وأمّه الطُرطُبّة = والطرطبة المرأة القصيرة الضخمة المسترخية الثديين

نفتك عنّا مذبّه = مذبة ما يطرد بها الذباب

المخازي = الافعال القبيحة

وقيل ان ليس للمتنبي شعر اسخف واوهن من هذا الشعر

ولما سمع فاتك الاسدي خال ضبه هذه القصيده في اختة وابنها

ثار ونصب له العداء

واثناء سفر المتنبي وابنه محسد وخادمة

وكان قد حمل جميع امواله وكانت كثيره

قال له رجل ان فاتك معه عشرون فارس يبحثون عنك فخذ معك

عشرون فارس ورفض المتنبي ثم رحل واثناء سيرة قال له الغلام

رأي الرجل صواب خذ معك عشرون فارس ثم غضب وشتم الغلام

وقال والله لا تتحدث العرب عن اني سرت بخفارة غير سيفي

وفي الطريق قابله فاتك الاسدي خال ضبة وعندما رأهم كثر

قيل ان المتنبي اراد ان ينهزم .. فقال له ابنة يابه .. واين قولك :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فقال له ويحك قتلتني ثم قاتل حتى قتل

وقيل ان هذا البيت هو الذي قتله

وكان السبب فحشة في هجاء ضبة

فالمتنبي لم يحفظ لسانة ولم يحسب مسؤلية النطق

حتى ان لسانة كان سبب ازهاق روحة وروح ابنة وذهاب جميع امواله

اخوتي اخواتي

فلنتعظ ونستلهم من هذه القصة العبر وان نحفظ اللسان وان لا نتحدث الا بخير

ويقول عليه الصلاة والسلام( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر . . فليقل خيرا أو ليصمت )

والله يهيء لنا من امرنا رشدا

وعذرا على الاطاله